لو بحثنا أسباب تطور أي مجتمع أو مؤسسة نجد وراءه فئة تملك الدافعية لبناء وتطوير ذلك المجتمع أو تلك المؤسسة ، وهذه الدافعية نبعت من فهم هؤلاء لمعنى الإنتماء لذلك المجتمع او تلك المؤسسة.
والانتماء بمفهومه البسيط يعني الارتباط والانسجام والإيمان بالمنتمي إليه وبه، وعندما يفتقد الانتماء لذلك المعني فهذا يعني أن به خللاً ومع هذا الخلل تسقط صفة الانتماء.
وفي الحقيقة إن دافع الانتماء إذا توفر لدي الفرد يبلغ من القوة أنه يستطيع أن يعدل كثيراً من سلوكياته حتى يصبح مطابقاً لما يرتضيه مجتمعه او مؤسسته. فعندما ينضم الفرد إلى الجماعة يجد نفسه، في كثير من الأحيان، مضطراً إلى التضحية بكثيرمن مطالبه الخاصة ورغباته قي سبيل الحصول على القبول الاجتماعي من أفراد الجماعة وتجده يساير معايير الجماعة وقوانينها وتقاليدها فيتوحد الفرد مع الجماعة فيرى الجماعة وكأنها امتداد لنفسه يسعى من أجل مصلحتها ويبذل كل جهد من أجل إعلاء مكانتها ويشعر بالفوز إذا فازت أو بالأمن كلما أصبحت آمنة.
أما إذا لم يتوفر دافع الانتماء يصبح الفرد في حالة حياد عاطفي بالنسبة للمجتمع او المؤسسة ومعنى ذلك إماأن ينحصر اهتمامه في ذاته أو يصبح في حالة ركود وعدم نشاط لعدم توفر الدافع على أداء فعل معين والشخص الغير منتمي يصبح منفصلاً عن مؤسسته ولم يعد يهتم بمستقبله.
وللانتماء أشكال وألوان ومشارب متعددة وقد يأخذ صوراً مختلفة، وموضوع هذا المقال هو الإنتماء الجامعي. فالانتماء في حالتنا هذه هو شعور لدى كل عضو منسوب للجامعة يشعر من خلاله أنه جزء من الجامعة التي يعمل بها ويفتخر بارتباطه بها ، حيث تربطه بجامعته أواصر كثيرة.
وتعتبر الحاجة للانتماء الذي يشعر عضو هيئة التدريس بأنه جزء من جامعته ، ويُولَد هذا الشعور الاعتزاز والفخر بانتماءه لتلك الجامعة.
ولكي نكون صادقين مع انفسنا فلن يكون إنتماء عضو هيئة التدريس بمجرد كتابة كلمات او إلقاء خطبة، ولكن الإنتماء يحتاج إلى إخلاص من قبل عضو هيئة التدريس لقسمه وكليته وبالطبع لجامعته. كما يجب ألا يربط عضو هيئة التدريس إنتمائه للجامعة بما يتقاضياه من راتب أو حافز ولكن يجب عليه أن يعطي بما إرتضاه هو لنفسه وينتظر الأجر من الله سبحانه وتعالى دون مقارنة بالآخرين.
وعلي الجانب الآخر فإن التعامل الحسن من قبل قيادة القسم أو الكلية أو الجامعة سيكون له الأثر البالغ على أداء عضو هيئة التدريس و إحساسه بالإنتماء لذلك القسم او تلك الكلية، ولنا نحن هنا ككأعضاء هيئة تدريس هنا في كليات الجامعة في محافظة الأفلاج خاصة حيث أحسسنا كأعضاء هيئة تدريس للكلية منذ اليوم الأول وذلك نتيجة للمعاملة الحسنة التي لاقيناه من قبل الزملاء و عمادة الكليات، حيث أحسسنا أن هذه الكلية هي كليتنا وهذه المعاملة الحسنة أنستنا أننا متعاقدون وهذا من وجهة نظري كان له الأثر البالغ على بقاء الكثير من أعضاء هيئة التدريس على الرغم من توفر فرص وظيفية في جامعات أخري ذات عائد مادي مجزي.
وفي الختام نحن في أمس الحاجة لتطبيق مفهوم الإنتماء بمعناه الشامل في كلياتنا وجامعتنا اليوم قبل الغد لكي نستطيع تطبيق مفهوم الجودة والإعتماد الأكاديمي في الجامعة.
والله من وراء القصد